عندما اقلعت الطائرة من البحرين إلى دبي، بدأتُ بقراءة الصفحات الخمسين الأخيرة من رواية العبيد الجدد. رحلت بين لوعة الفراق ولذة العناق. كان الحب في الرواية أصدق من أي شيءٍ آخر. حتى أنني نسيت أن حرباً وثورةً كانت تتفجر بين الصفحات.
لقد ازداد إيماني بالحب يا صديقي، فلا المسافة قادرة على أن تضعفه، ولا الوقت قادرٌ على أن يمحوه. وحده الحب يبقى رغم المسافة والوقت.
توقفت كل يومٍ عند كل رسالةٍ من رسائل الخميس، فكأن شيئاً كان ينتشلني من عالمي إلى عالم الأمل والتأمل. أدركت أننا عندما نحب، يكثر التأمل ويبلغ الأمل ذروته، وتصبح الحياة لوحةً يزينها وجه من نحب.
أدركت يا صديقي أننا جميعاً نولد أطفالاً ونموت أطفالاً إذا أحببنا. أدركت أننا لا نشيخ، إلاّ إذا فارقنا من نحب؛ لأن الفراق يضاعف العمر، والمفارق تمضي لحظاته كأنها سنوات من الصبر والانتظار.
الذكريات أغلى ما يملك المفارق. هكذا علمتني الرواية، وهكذا أشعر الآن بعد أن انتهيت من قراءتها. فشكراً لك بحجم الحب الذي نثرته على الصفحات، وهنيئاً لنا بقدر الوجد الذي تمنحنا إياه رسائل الخميس.
إليك يا أخي...